توغل دبابات وقصف واشتباكات في قطاع غزة ونزوح جماعي من رفح

0


 تواصلت المعارك بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في مناطق عدة من قطاع غزة، وترافقت مع قصف إسرائيلي عنيف على القطاع، وهو ما دفع موجات جديدة من الفلسطينيين إلى النزوح يوم الثلاثاء (14 مايو / أيار 2024).

وتوغلت الدبابات الإسرائيلية بشرق رفح ووصلت إلى بعض المناطق السكنية اليوم الثلاثاء في تصعيد لهجوم إسرائيل على المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة والتي يحتمي بها أكثر من مليون شخص مما أثار مخاوف من تزايد عدد القتلى المدنيين.

وشهدت مدينة رفح اشتباكات وقصفا إسرائيليا دفع 450 ألف شخص إلى النزوح منها، وفق الأمم المتحدة التي تقول إن “لا مكان آمنا” في غزة. وعاد القتال بقوة إلى مدينة غزة ومخيم جباليا في شمال القطاع ومخيم النصيرات في وسطه، بعد أن كان الجيش الإسرائيلي أعلن تفكيك حماس في هذه المناطق.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التصعيد العسكري في رفح بـ”المروِّع”. ونقل عنه المتحدث باسمه فرحان حق قوله “هذه التطورات تعيق بشكل أكبر وصول المساعدات الإنسانية وتؤدي إلى تفاقم الوضع المأساوي”، مندداً في الوقت ذاته بإطلاق الصواريخ على نحو “عشوائي” من جانب حركة حماس المجموعة المسلحة الفلسطينية الإسلاموية التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وقال سكان إن معارك ضارية بالأسلحة النارية دارات في جباليا بشمال القطاع وقالت حماس وحركة الجهاد الإسلامي إنهما قاتلتا القوات الإسرائيلية هناك. وقال مسعفون إن غارة على منزل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة عدد آخر. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قضى على عشرات من مقاتلي حماس في جباليا.

وقال مسؤول أمريكي اليوم الثلاثاء إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يعتزم زيارة السعودية وإسرائيل مطلع الأسبوع المقبل، وذلك مع تقدم دبابات إسرائيلية في شرق رفح، ما أجج مخاوف إزاء سقوط مزيد من القتلى من المدنيين. وتأتي الزيارة في ظل مواصلة الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لإرجاء توغل بري عسكري كبير في رفح التي يلوذ بها أكثر من مليون نازح فلسطيني.

وحذر حلفاء دوليون وجماعات إغاثة إسرائيل من مخاطر أي توغل بري كبير في رفح. وأفاد موقع أكسيوس الإخباري نقلا عن مسؤول أمريكي كبير اليوم الثلاثاء بأن إدارة الرئيس جو بايدن والحكومة الإسرائيلية توصلتا إلى تفاهم بأن أي عملية في المدينة المكتظة بالنازحين لن “تتوسع بشكل كبير” قبل زيارة سوليفان.

النازحون إلى رفح ينزحون منها وعودة القتال إلى شمال القطاع

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

مصر وإسرائيل تتبادلان الاتهامات

وقالت إسرائيل اليوم الثلاثاء إن مصر مسؤولة عن إعادة فتح معبر رفح والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الأمر الذي دفع القاهرة إلى استنكار ما وصفتها بمحاولات إسرائيلية “يائسة” لتحميل مصر المسؤولية عن عدم وصول المساعدات. وتراكمت المساعدات على الجانب المصري من الحدود منذ سيطرة إسرائيل على المعبر في السابع من مايو / أيار 2024 مع تكثيف حملتها العسكرية حول رفح.

ويوم الثلاثاء اعتبرت الدوحة -التي تتوسط مع واشنطن والقاهرة في المفاوضات بشأن التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس- أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح “أعادتنا إلى الوراء” في المحادثات التي وصلت إلى “حالة من الجمود تقريباً”.

من جانبه قال مسؤول السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط بدأت تُظهر مؤشرات “إرهاق”، ودعا التكتل الأوروبي إلى بذل مزيد من الجهود نحو إقامة دولة فلسطينية.

وعلى صعيد آخر أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها فتحت تحقيقاً بعدما قام نشطاء يمينيون بإيقاف ونهب ما لا يقل عن سبع شاحنات مساعدات إنسانية كانت متجهة إلى غزة، في الضفة الغربية، وقد جاءت من الأردن. واحتفلت إسرائيل الثلاثاء بذكرى استقلالها وسط أجواء غلب عليها الحزن والتوتر بسبب الحرب المتواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر. وكان الموضوع الطاغي على الاحتفالات بذكرى قيام دولة إسرائيل، ملف الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

من جانب آخر اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء القوات الإسرائيلية بقصف ما لا يقل عن ثماني قوافل ومنشآت تابعة لمنظمات إنسانية في قطاع غزة منذ بدء الحرب.

وغداة إعلان الأمم المتحدة مقتل أحد عناصر الأمن التابعين لها في إطلاق نار على مركبة في غزة أكدت الثلاثاء أنها كانت أبلغت السلطات الإسرائيلية بتحرك المركبة. وقال الجيش الإسرائيلي إن المركبة التي كانت تقل اثنين من موظفي الأمم المتحدة كانت في “منطقة قتال نشطة” عندما تعرضت لإطلاق النار.

وفي مدينة لاهاي الهولندية أعلنت محكمة العدل الدولية -أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة- أنها ستعقد جلسات يومي الخميس والجمعة للنظر في طلب جنوب إفريقيا فرض إجراءات عاجلة على إسرائيل لسحب قواتها من رفح في جنوب قطاع غزة.

وكان عدد سكان مدينةرفح -قبل السادس من مايو / أيار 2024 تاريخ دخول القوات الإسرائيلية إليها- 1,4 مليون، غالبيتهم من الهاربين من الحرب في مناطق أخرى. ولم تحدّد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة إلى أين توجه النازحون الجدد من رفح. غير أنها  أشارت إلى “استمرار العائلات بالفرار بحثا عن الأمان”، مضيفة أن “الناس يواجهون الإرهاق والجوع والخوف”.

واشتد وطيس القتال في أنحاء القطاع في الأيام القليلة الماضية -بما في ذلك الشمال- مع عودة الجيش الإسرائيلي للمناطق التي زعم أنه فكك فيها حماس قبل أشهر. وفرَّ 100 ألف شخص من منازلهم في شمال غزة بحسب ما ذكرت الأمم المتحدة، وهذا يعني أن حوالى ربع سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2,4 مليون شخص نزحوا مجددا خلال ما يزيد قليلاً عن أسبوع.

ع.م/خ.س (أ ف ب، رويترز)

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
اضف تعليق
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.