إسرائيل تعلن السيطرة على الجزء الغربي من غزة ووضع المشافي يتدهور |
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الخميس (16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023)، إن جيش بلاده استكمل السيطرة على الجزء الغربي من مدينة غزة، و”طهر” المنطقة من أي عناصر وأصول لحماس.
وصرح غالانت خلال زيارة لمركز قيادة الفرقة الـ36: “المرحلة التالية من الهجوم البري قد بدأت”، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”. وتابع: “العملية تتواصل ويتم تنفيذها بدقة وبطريقة انتقائية وبتصميم شديد”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن صباح اليوم الخميس أن جنوده سيطروا على ميناء غزة الذي كان تحت سيطرة حماس، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”. وقال الجيش إنه خلال العملية، تم تدمير فتحات نحو عشرة أنفاق وبنية تحتية أخرى لحماس، وتم قتل عشرة من عناصرها، مشيرة إلى أن الأنفاق في المنطقة تؤدي مباشرة إلى البحر لمساعدة عمليات التسلل البحرية التي لم يتم رصدها، بحسب الصحيفة التي نقلت أنه “تم بنجاح تطهير” كل المباني في منطقة الميناء.
وتواصل إسرائيل شن هجماتها البرية والجوية على قطاع غزة ردًا على هجوم حماس الإرهابي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وأمرت إسرائيل المدنيين بمغادرة أربع بلدات في الجزء الجنوبي من قطاع غزة اليوم الخميس مما زاد المخاوف من توسع نطاق حربها على حركة حماس لمناطق أبلغت الناس قبل ذلك أنها آمنة ليتجهوا لها.
ويقوم الجيش الإسرائيلي الخميس بتفتيش مجمع مستشفى الشفاء في قطاع غزة المؤلف من عدة مبان “في عملية دقيقة”، بينما قالت حماس إن الجيش “دمر” أقسامًا طبية في المستشفى. وأصبح مستشفى الشفاء الأكبر في قطاع غزة محورًا للعملية العسكرية التي تنفذها إسرائيل وتقول إن حركة حماس تستخدم المستشفى كمركز قيادة وهو ما تنفيه الحركة الإسلامية.
“استخدام المستشفى كمركز قيادة”
وأعلن مسؤول في الجيش الإسرائيلي الخميس العثور على لقطات مصورة على صلة بالرهائن لدى حماس على أجهزة حاسوب في مستشفى الشفاء. وبحسب المسؤول فإن الجيش يفتش “كل طابق بينما ما زال مئات المرضى والطاقم الطبي في المجمع”، وأضاف: “خلال عملية التفتيش تم العثور على معلومات ولقطات مصورة على صلة بالرهائن المختطفين من إسرائيل على حواسيب بالإضافة إلى معدات تكنولوجية”. وأكد المسؤول إن المتعلقات الخاصة بحماس صودرت “لمزيد من الفحص”.
من جانبه قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي اليوم الخميس إن الولايات المتحدة واثقة من تقييم مخابراتها بأن حركة حماس استخدمت مستشفى الشفاء في غزة كمركز قيادة وربما كمنشأة تخزين.
من جهتها قالت السلطات الصحية التابعة لحركة حماس على لسان المتحدث باسمها أشرف القدرة إن “الجيش الاسرائيلي يقتحم المستشفى ويدمّر الأقسام. قام بتدمير قسم الأشعة وتفجير قسم الحروق والكلى”. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية تقوم “بالتحقيق مع الأطباء والمصابين والنازحين”.
وكانت الأمم المتحدة قدرت أعداد المتواجدين بالمستشفى بنحو 2300 ما بين مرضى وموظفين ونازحين احتموا في المستشفى قبل اقتحامه من قبل الجيش الإسرائيلي. وبحسب القدرة هناك “آلاف النساء والأطفال والمرضى والمصابين مهددون بالموت من الجوع ومن القصف الاسرائيلي”.
وقال مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس إن الأمم المتحدة تبحث عن سُبُل لإخلاء مستشفى الشفاء في غزة، لكن الخيارات محدودة بسبب القيود الأمنية واللوجستية.
انقطاع شبكات الاتصالات
وأكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني ان الدبابات الإسرائيلية تحاصر المستشفى الأهلي العربي في غزة وسط “هجوم عنيف” في الوقت الذي تصر فيه إسرائيل على أن حماس تستخدم المنشآت الصحية كقواعد لها. كما أعلن مدير المستشفى الإندونيسي في غزة اليوم الخميس أن المستشفى توقف عن الخدمة بشكل كامل.
يأتي ذلك في خضم انقطاع كبير آخر في شبكات الاتصالات بالقطاع، كما ذكرت شركة الاتصالات الفلسطينية “باتيل”، مرجعة السبب إلى انعدام الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء. وأكدت منظمة نتبلوكس، وهي منظمة رقابية تتخذ من بريطانيا مقرًا لها وتقوم بمراقبة إدارة الإنترنت، انقطاع خدمة الإنترنت في قطاع غزة. وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس أن الاتصالات “انقطعت تمامًا” مجددًا مع قطاع غزة.
وتشهد الضفة الغربية أيضًا توترًا. وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الخميس هجومًا على حاجز عسكري إسرائيلي يفصل القدس عن جنوب الضفة الغربية المحتلة، وأدى إلى مقتل جندي إسرائيلي. وقالت الكتائب في بيان عبر تيليغرام: “كتائب القسام-الضفة الغربية تعلن مسؤوليتها” عن العملية.
يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
م.ع.ح/خ.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)