مقتطفات من تصريح وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك في مصر في 9 يناير/ كانون الثاني 2024
ويوحّدُنا أيضاً الهدف المتمثل في ضرورة وضع نهاية لمعاناة هذا العدد الكبير من الأبرياء في غزة، والذين ما زالوا محتجزين في أنفاق حماس المظلمة، في أسرع وقت ممكن. هذا هو المكان الذي تقوم فيه مصر، وهذا هو المكان الذي تقوم فيه الحكومة المصرية، وهذا هو المكان الذي تقومون فيه (وزير الخارجية المصري سامح شكري) بدور وساطةٍ محوري في جهود إنقاذ الرهائن والهدن الإنسانية، وكذلك في إتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. ولهذا أود مجدداً أن أقول شكرا.
أعلم أيضًا أن الكثيرين في بلدكم يجدون صعوبة في فهم تضامننا الثابت مع إسرائيل. نحن ننظر إلى بعض الجوانب وأيضًا إلى بعض الأدوار المختلفة، كما يُفهَم هنا بالتأكيد، بشكل مختلف. بالنسبة لألمانيا، الأمر واضح تمامًا: إسرائيل، التي هوجمت من جانب إرهاب حماس: قُتل مواطنوها بأكثر الطرق وحشية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وتم اغتصاب النساء وتشويههن وقتلهن بأكثر الطرق وحشية، واختُطِف الناس والأطفال والصغار . وعلى هذه الخلفية، يجب أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها في إطار القانون الدولي.
أي واحد منا سيفعل ذلك إذا ما تعرض لما حدث يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول. تقف ألمانيا بثبات إلى جانب إسرائيل، التي تدافع عن نفسها ضد منظمة إرهابية، تريد ببساطة محو إسرائيل، ولا تزال تبرهن على ذلك على النحو ذاته. (…).
ولكن من المهم أيضًا بالنسبة لي، ولا أريد أن أقول ذلك هنا فحسب، بل قلته أيضًا بوضوح شديد في مباحثاتي في إسرائيل خلال اليوم ونصف اليوم الماضيين: يجب على الجيش الإسرائيلي أن يبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة . ويجب عليه أن يجد السُبل، وهذه هي مسؤوليته، لمحاربة حماس دون الإضرار بحياة الفلسطينيين الأبرياء والأطفال الأبرياء وإيذائهم. إن معاناة هذا العدد الكبير من الفلسطينيين الأبرياء لا يمكن أن تستمر على هذا النحو. نحن بحاجة إلى قيادة عمليات أقل كثافة وأكثر تحديدًا في مكافحة الإرهاب. ونحن بحاجة إلى المزيد من الهدن الإنسانية حتى يمكن توزيع مساعدات أكثر بكثيرعلى الناس.
لقد تحدثنا للتو بشكل مكثف للغاية ولفترة طويلة جدًا وبشكل سري حول كيفية تحقيق هذه الهدن الإنسانية، ووقف مستدام لإطلاق النار، والتوصل إلى حل، حتى يتمكن الناس في إسرائيل وفلسطين من العيش أخيرًا في سلام. ولكن لتحقيق ذلك نحتاج أيضًا إلى اتخاذ تدابير ملموسة ودقيقة للغاية هنا والآن. الآن يتضور الناس جوعا. الناس يموتون في غزة حالياً. ولهذا السبب ضاعفت ألمانيا مساعداتها الإنسانية للفلسطينيين ثلاث مرات منذ بداية الحرب لتصل إلى نحو 211 مليون يورو. يجب أن تصل هذه المساعدات إلى سكان غزة.
تلعب مصر دورا لا غنى عنه في رعاية سكان غزة، ولكن أيضا في علاج الجرحى القادمين من غزة. وكما قلت، نحن ممتنون للغاية لذلك. وعلينا ليس فقط توسيع الدعم المالي، وهو ما قامت به بلدي والاتحاد الأوروبي بشكل مكثف، ولكن يتعين علينا أيضا أن نضمن وصول هذه المساعدة فعليا إلى الناس في غزة. ألمانيا ومصر تعملان معًا بشكل وثيق في هذا الخصوص أيضًا. ويتم ذلك بطريقة معينة على أمثلة محددة للغاية. أود أن أذكر مثالاً هنا: لقد قمنا مؤخرًا بتسليم حاضنات أطفال وحاضنات للاستعمال في أغراض أخرى واردة من ألمانيا، والتي تستخدم في مصر لرعاية الأطفال حديثي الولادة المصابين القادمين من غزة، وذلك من بين أمور أخرى.
هناك احتياج إلى مساعدات أكثر من ذلك بآلاف المرات، وخاصة في المجال الطبي. وإذا نجحنا في شيء من هذا القبيل، فسيكون ذلك مجرد بصيص من الأمل، ولكن هذا الأمل مهم، خاصة لأنه من الصعب للغاية العمل على ذلك بشكل ملموس في الوقت الحالي. ونحن نفعل ذلك معا. لكننا تبادلنا الرأي أيضًا حول حقيقة أن ما يصل إلى الناس هو ببساطة في مجمله غير كافٍ. لا يكفي لبقاء مليوني شخص على قيد الحياة، وبالتأكيد لا يكفي لحياة كريمة. ونحن متفقون على أن هذا لا يمكن أن يستمر. ونريد أن نعمل معًا حيثما أمكننا ذلك لضمان ألا ينتهي المطاف بكل هذه المساعدات في طرق بيروقراطية مسدودة.، ولهذا السبب، كما ذكرت من قبل، سأسافر إلى رفح اليوم.
شكرا جزيلا على ذلك أيضا. وخاصة إتاحة الفرصة للتحدث إلى منظمات الأمم المتحدة في الموقع، كما فعلت بالأمس في إسرائيل. نريد دعم المنسقة الأممية الجديدة سيجريد كاج، لأن السرعة أمر بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بالمساعدات المنقذة للحياة، وتحديداً فيما يخص المساعدات الواردة من الأمم المتحدة، حيث تضع ألمانيا الأموال التي تقدمها تحت تصرفها.
وكما قلت، سيكون بوسعي أن أطلع بنفسي بعد ظهر اليوم على الوضع في العريش ورفح، حيث يحقق التعاون بين السلطات المصرية بالفعل معجزات صغيرة في التخطيط والتنسيق والخدمات اللوجستية كل يوم. ولكننا نرى أيضًا أن تحقيق ذلك يحتاج ليس فقط لمعبر رفح، فهناك حاجة إلى مزيد من إمكانات النفاذ إلى غزة، وخاصة إلى الشمال أيضاً، إذا توجّب وصول المساعدات أيضا إلى الشمال. وهذا ما يجب أن يحدث، وبأسرع ما يمكن. ثم نحن بحاجة إلى فتح مزيد من المعابر. لقد كان معبر كرم أبو سالم خطوة مهمة. لقد حققنا ذلك معًا من خلال الدبلوماسية المكثفة. ويجب الآن أن يتبع ذلك خطوات أخرى حتى يمكن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.
ألمانيا تفعل كل شيء من أجل هذا الغرض. ترغب ألمانيا في بذل كل ما في وسعها في غزة من خلال تقديم المزيد من الدعم الطبي. ولهذا نحن بحاجة إلى سبل للنفاذ، ولذا نحتاج إلى هدن إنسانية يمكن من خلالها في نهاية الأمر أيضاً إطلاق سراح الرهائن الـ 130 الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس.
وتحدثنا أيضًا عن أنه يجب علينا وسط هذه الأزمة الضخمة، أن نحافظ على الطاقة والحكمة لمواصلة التفكير في الغد، في غد يعمه السلام. لقد اتفقت ألمانيا ومصر منذ فترة طويلة على أن حل الدولتين القائم على المفاوضات هو وحده القادر على إحلال السلام لكلا الجانبين، حتى ولو كان هذا يبدو حاليا أقرب إلى التفكير المثالي. هذا الهدف هو ما نعمل معاً لتحقيقه.
كنت بالأمس في الضفة الغربية، مجدداً في الضفة الغربية، في قرية يعيش فيها فلسطينيون منذ فترة طويلة – بل يجب أن نقول: كانوا يعيشون – لأنهم أخرجوا من هناك في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية. وهناك قيل لي بوضوح مدى جسامة معنى الطرد في الذاكرة الجمعية للفلسطينيين، وكيف أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين السياسيين أو تصرفات بعض المستوطنين المتطرفين قد أيقظت مخاوف قديمة. يجب ألا يكون هذا هو الحال؛ لا في الضفة الغربية ولا في غزة. لأنني سمعت أيضًا منكم هنا اليوم مدى قلق الناس في غزة من عدم وجود مكان خاص بهم بعد الآن. ومدى تأثر المصالح الوطنية المصرية في حالة حدوث حركات نزوح جديدة؟ وتتفق ألمانيا ومصر في هذا الصدد أيضًا: لكي يكون مستقبل الفلسطينيين أفضل من الماضي، يجب أن تظل غزة والضفة الغربية ملكًا للفلسطينيين. ويجب ألا يتم إخراجهم من غزة، أو إبعادهم من قبل المستوطنين في الضفة الغربية. وهذه أيضًا مسؤوليتنا المشتركة.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
المصدر