دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إعلان وقف إطلاق نار في غزة لأسباب إنسانية. وقال إنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين في غزة وإنه لا يوجد مكان آمن في القطاع. جاءت تصريحاته قبل ساعات من تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مطلب وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. وأضاف غوتيريش: الوحشية التي ارتكبتها حماس لا يمكن أبدا أن تبرر “العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
من جانبها، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الحكومة الإسرائيلية بتعزيز جهودها لحماية المدنيين في قطاع غزة. وعلى هامش مؤتمر المناخ العالمي “كوب 28” في مدينة دبي الإماراتية، قالت بيربوك: “ننتظر أن تعدل إسرائيل من نهجها من أجل تخفيف معاناة المدنيين وأن تسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية وبالذات في شمال القطاع أيضا وأن تمضي على الصعيد العسكري بتحديد أكثر للأهداف وأن تقلل عدد الضحايا المدنيين الذين تغامر بإيقاعهم”. وأضافت الوزيرة بالقول إن “الحرب على حماس وليست على الفلسطينيين الأبرياء”.
“لن تكسب الحرب إذا خسرت السلام”
وأكدت بيربوك أن الصراع أودى بحياة عدد أكبر من اللازم من المدنيين في غزة، ولفتت إلى أن الكيفية التي تخوض بها إسرائيل الحرب شيء محوري “من أجل الحفاظ على احتمال التوصل إلى حل سياسي”، وأردفت أن “من الحقائق الواقعة أنك لن تكسب الحرب إذا خسرت السلام في تلك الأثناء”. وتابعت بيربوك أن إمدادات المساعدات الإنسانية بالكاد ما تمر عبر معبر رفح عند الحدود مع مصر إلى قطاع غزة وأنها لم تعد موجودة في شمال القطاع منذ أيام “أصبحت الحياة ببساطة هي الجحيم بالنسبة للناس في غزة ولاسيما بالنسبة للأطفال”.
وتحدثت الوزيرة الألمانية عن إطلاق صواريخ على إسرائيل من جانب حماس في غزة وحزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن. وقالت إن أقارب “الرهائن المحتجزين لدى حماس” يساورهم القلق على ذويهم. وواصلت بيربوك حديثها قائلة: “لهذا السبب ذهبت سدى مطالبة يغلب عليها الطابع العاطفي مثل المطالبة بوقف عام لإطلاق النار بشكل فعلي، لأن هذه المطالبة ليس لديها إجابة واضحة على السؤال عن كيفية وقف إرهاب حماس وكيف تلقي حماس السلاح وكيف يمكن أن تعود إسرائيل آمنة مرة أخرى”. ورأت بيربوك أنه في الوقت نفسه لا يمكن أن تسير الأمور على ما هي عليه الآن، وقالت إن “إسرائيل لها الحق في أن تدافع عن نفسها في إطار القانون الدولي”.
ودعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى “وقف إنساني فوري لإطلاق النار “في قطاع غزة، حيث خلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 17400 قتيل خلال شهرين. وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في بيان “أدعو جميع الدول الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات فورية لتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”. وأضاف “أن الدعوة إلى وضع حد لإزهاق أرواح الفلسطينيين في غزة لا تمثل إنكارا للهجمات البغيضة التي وقعت في السابع من تشرين الاول/أكتوبر في إسرائيل” والتي شنتها حماس.
ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
في غضون ذلك، أفاد تقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلا عن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية بأن إسرائيل لا تستهدف حوالي 150 من أماكن الإيواء المخصصة للمدنيين في قطاع غزة. وتضم أماكن الإيواء مدارس ومؤسسات عامة أخرى. وبحسب تقرير الصحيفة ترسل الأمم المتحدة إحداثيات هذه المباني إلى إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى “منطقة آمنة” لا يهاجمها الجيش هي المواصي التي تبلغ مساحتها نحو 20 كيلومترا مربعا، رغم إفادة تقرير بأن حركة حماس أطلقت صواريخ صوب إسرائيل منها.
https://www.youtube.com/watch?v=1731970838969057766
فيما ذكر شهود عيان أن الوضع في المواصي خطير للغاية، حيث لا يوجد غذاء أو مأوى. وبناء على تعليمات الجيش الإسرائيلي فر مئات آلاف الأشخاص الباحثين عن الحماية من الشمال المتنازع على السيطرة عليه بشدة إلى جنوب قطاع غزة. وكثف الجيش القتال منذ ذلك الحين القتال في الجنوب. وبحسب بيانات الأمم المتحدة، يوجد هناك الآن حوالي 9ر1 مليون نازح داخليا في القطاع، من إجمالي 2ر2 مليون نسمة. وتلقى إجراءات الجيش الإسرائيلي انتقادا دوليا، في ظل معاناة الفلسطينيين المدنيين ونزوحهم.
الوضع الميداني
وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه “ضرب 450 هدفا” في غزة في عمليات برية وجوية وبحرية، ما أسفر عن مقتل “العديد من الإرهابيين”. وفي شمال مدينة خان يونس (جنوب)، هزّت عمليات القصف التي نفّذها الجيش الإسرائيلي حي الكتيبة، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه عثر على ترسانة في جامعة الأزهر في مدينة غزة (شمال) وعلى نفق يربط بينها وبين مدرسة “تبعد كيلومترا”. وطلب الجيش من سكان مناطق عدة في محيط مدينة غزة إخلاءها والتوجه غربا، محذرا من عمليات جديدة.
ووفق الأمم المتحدة، نزح 1,9 مليون شخص أي نحو 85% من السكان عن منازلهم في غزة بسبب الحرب التي دمرت أو ألحقت أضرارا بأكثر من نصف المنازل. ولا زال الجرحى يتدفقون بالعشرات إلى مستشفى خان يونس وبينهم أطفال حاول ممرض إنعاش أحدهم على نقالة. وأعلنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، إطلاق رشقات جديدة من الصواريخ باتجاه إسرائيل، تم اعتراض غالبيتها.
ومساء الخميس، بثّت قنوات إسرائيلية مقاطع تظهر عشرات المعتقلين الفلسطينيين بملابس داخلية ومعصوبي العيون تحت حراسة جنود إسرائيليين في قطاع غزة، ما أثار جدلا حادا على شبكات التواصل الاجتماعي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه “يحقق” من أجل “التأكد ممن له بينهم صلة بحماس ومَن ليس كذلك”.
ف.ي/ع.أ.ج (د ب ا، رويترز، ا ف ب)