حتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر 2023، تقدم نحو 11 ألف قاصر غير مصحوبين بذويهم بطلبات للحصول على اللجوء في ألمانيا، بينما كانت سوريا وأفغانستان الدولتين الرئيسيتين لغالبية المتقدمين، كذلك حصل نحو تسعة من كل عشرة منهم على الحماية، وفقاً للمكتب الاتحادي الألماني للمهاجرين واللاجئين (Bamf).
علاوة على ذلك، تم نقل أكثر من 28 ألف طفل وشاب مهاجر غير مصحوبين بذويهم، معظمهم من الذكور، إلى مكتب الرعاية في عام 2022، وهو عدد أكبر مما كان عليه الحال في السنوات الثلاث السابقة مجتمعة.
ومع ذلك، لا يملك اللاجئون القاصرون غير المصحوبين بذويهم في كثير من الأحيان وثائق تثبت أعمارهم. وفي بعض الحالات، لم يكن لديهم جواز سفر قط أو لم يتمكنوا من أخذه معهم عندما فروا فجأة؛ وفي حالات أخرى، فُقدت وثائق الهوية أثناء الهروب أو أحتجزها مهربون. بالإضافة لذلك، هناك عدد كبير من الأشخاص ليس لديهم شهادات ميلاد في بعض مناطق العالم.
وبما أن الحصول على الوثائق اللازمة من بلدانهم الأصلية أثناء تواجدهم بألمانيا عادة ما يكون صعبًا، بل وفي كثير من الأحيان مستحيلاً، نادراً ما يتمتع المهاجرون واللاجئون غير المصحوبين بذويهم بفحوص لإثبات أعمارهم، بينما من الضروري معرفته أنه وبدون وثائق رسمية، من المستحيل تحديد العمر الدقيق للشخص. ولذلك، فإن جميع التقييمات العمرية، حتى لو كانت إجراءات طبية، هي مجرد تقديرات.
بالنسبة للمهاجرين الشباب، يمكن أن يكون للأخطاء في تقييم العمرعواقب بعيدة المدى: فالتقدير يحدد ما إذا كانوا سيحصلون على السكن الملائم والدعم والتعليم والتمثيل القانوني والرعاية الطبية الشاملة.
إليك ما تحتاج إلى معرفته حول التقييم العمري للمهاجرين القاصرين غير المصحوبين بذويهم في ألمانيا.
أوراق الهوية و”الكشف عن الذات”
· وفقًا للقانون الألماني، فإن حوالي 800 مكتب رعاية للشباب المسماة بالألمانية (Jugendämter) مسؤولة عن الرعاية المؤقتة وتقييم عمر القاصر المهاجر غير المصحوب بذويه الذي يصل إلى ألمانيا. وهذا يشمل تبديد الشكوك حول ما إذا كان الطفل قاصرًا.
· عند أخذ القاصرين إلى الرعاية، سيحاول موظفو مكتب رعاية الشباب تحديد عمر الشاب من خلال فحص أوراق هويتهم. ووفقاً لجمعية اللاجئين القاصرين غير المصحوبين بذويهم (Bumf)، يجب أن تكون الوثائق “تحوي معلومات كافية فيما يتعلق بتاريخ الميلاد، وأن تكون دقيقة من الناحية الواقعية”.
· إذا فشلت الوثائق في إثبات العمر فإن المهاجر الشاب لديه فرصة لتبديد الشكوك من خلال طريقة التواصل والمسماة “الكشف عن الذات” (بالألمانية: Selbstauskunft)، التي يتم فيها عن طريق التواصل الحديث مع الشخص للكشف عن جوانب شخصيته والتي قد تحدد مستواه العمري.
ماذا يحدث أثناء الفحص؟
· في الحالات التي تستمر فيها الشكوك بشأن عمر المهاجر، ولا تكون وثائق الهوية الصالحة أو لا تكون نتائج “الكشف عن الذات” أثناء الفحص الأولي قاطعة، يتم إجراء فحص مؤهل (qualifizierte Inaugenscheinnahme). وفقًا لـBumf ، فإن تقييم الانطباع العام هو المفتاح هنا.
· يجري هذا التقييم ما لا يقل عن اثنين من المهنيين التربويين المدربين تدريباً خاصاً، بمساعدة وسطاء اللغة / المترجمين الفوريين، وعند الضرورة، يشارك خبير الدعم النفسي، وعند التقييم يتم أخذ عوامل مختلفة بعين الاعتبار، بما في ذلك المظهر الخارجي والمعلومات التي تم جمعها خلال المقابلة حول حالة النمو والمعلومات الأخرى ذات الصلة.
· إذا قدم الشاب تصريحات متضاربة أو إذا ظهرت مخاوف تتعلق بالعمر أثناء مقابلة “الكشف عن الذات”، فيجب معالجة هذه القضايا أثناء المحادثة، وفقًا لـBumf.
· يولي العاملون في مجال التعليم اهتمامًا خاصًا لكيفية تفاعل الشباب مع مثل هذه الادعاءات، فمثلًا فإن التناقضات الواضحة للغاية والطريقة الطفولية في التعامل يمكن أن تشير أيضًا إلى “قلة النضج”، وفقًا لـBumf.
· يقع تحديد ما إذا كان الفرد قاصرًا أو بالغًا على عاتق القائمين على إجراء المقابلات، مع التركيز على أن هؤلاء يمنحون صفة قاصر أو غير قاصر، ولا يحددون العمر أو تاريخ الميلاد.
· وفقًا لـBumf يجب توثيق النتيجة والتقييم الشامل بطريقة مفهومة ويمكن التحقق منها وأن تكون شفافة في خطوات الاستدلال الفردية.
· إذا كان هناك دلائل كافية بأن الشاب أو الشابة قد يكونوا قصّرًا، يتم إهمال الشكوك المتبقية حول اختبار “الكشف عن الذات” ويتم افتراض أن الطفل قاصر، حسبما كتبت جميعةBumf على موقعها على الإنترنت.
· ووفقاً لحكم أصدرته المحكمة الإدارية الفيدرالية الألمانية في عام 2006، يتعين على صناع القرار أن يضعوا في الاعتبار حماية القاصرين وبالتالي مراعاة مبدأ “الاشتباه بأنه قاصر”.
الاختبارات الطبية لتقييم العمر
· في الحالات التي لا يحل فيها “الكشف الذاتي” أو “التفتيش المؤهل” الشكوك حول عمر المهاجر، يجب على مكتب رعاية الشباب الترتيب لإجراء فحص طبي.
· يجب أن يتم إجراء الفحوصات الطبية من قبل متخصصين طبيين مؤهلين باستخدام الأساليب الأكثر لطفًا والأكثر موثوقية قدر الإمكان. على سبيل المثال، يتم استبعاد فحوصات الأعضاء التناسلية.
· توجد عدة خيارات للفحص الطبي، بما في ذلك الأشعة السينية لعظام الرسغ أو الفك أو الترقوة. (إذا لم تكتمل عظام الرسغ بعد، فمن الممكن أن نقول بدرجة معينة من الثقة أن الشخص المعني أصغر من 18 عامًا).
· يمكن للأطباء أيضًا فحص الجسم بأكمله لتقييم ردود أفعالهم وعواطفهم ومدى نضج الشاب.
· مع ذلك، فقد تحدثت جمعيات الأطباء ولجان الأخلاقيات في ألمانيا مرارًا وتكرارًا ضد تحديد عمر الشخص في الماضي باستخدام فحوصات العظام، قائلة إنها ضارة وغير مبررة. علاوة على ذلك، فإن اختبار الأشعة السينية لعظم اليد يمكن أن يكون به هامش خطأ يصل إلى ثلاث سنوات.
· من المهم معرفته أن الفحص الطبي غير قادر أيضًا على تحديد عمر الشخص بشكل لا لبس فيه، إذ يمكن للطرق الموضحة هنا تقديم تقدير تقريبي ونطاق عمري محتمل فقط.
ماذا يحدث بعد الفحص الطبي؟
· المسؤولية الوحيدة لمكتب رعاية الشباب هي تحديد ما إذا كان المهاجر الشاب قاصرًا أم بالغًا.
· يعد تحديد تاريخ ميلاد محدد، وإن كان خياليًا، أمرًا إلزاميًا، إذ تنص اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، من بين خطط الحماية الأخرى، على أن يوم 31 ديسمبر/كانون الأول ضمن سنة الميلاد المعروفة، هو التاريخ الذي يجب دائمًا اختياره كتاريخ غير حقيقي، في حين ترى بعض السلطات القضائية أن هذه ممارسة غير قانونية.
· بعد تحديد مكتب رعاية الشباب المسؤول، يتم البدء في ما يسمى بإجراءات التوضيح لتلبية الحاجة إلى المساعدة والحالة الصحية والتمثيل القانوني ووضع الإقامة والإقامة.
· يعتمد القرار بشأن تقديم طلب اللجوء على حالة إقامة الفرد، أي أنه إذا لم تكن إجراءات اللجوء تشير إلى أحقية المتقدم بالطلب للحصول على اللجوء، فقد يتم النظر في إمكانيات أخرى لتأمين الإقامة، وفقًا لما ذكره المكتب الاتحادي للهجرة.
· إذا قرر مكتب رعاية الشباب أن المهاجر الشاب قاصر، فيجب تعيين وصي.
ما هي حقوق القاصرين؟
· تستند حقوق القاصرين إلى الاتفاق الدولي المركزي بشأن حقوق الطفل هو اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل (CRC).
· وفقًا لـ Bamf، يتم تعريف الطفل وفقًا لقانون رعاية الطفل والشباب (Kinder- und Jugendhilfegesetz) على أنه شخص لم يبلغ سن 14 عامًا، والحدث على أنه شخص يبلغ من العمر 14 عامًا ولكن لم يبلغ 18 عامًا بعد.
· تنص الفقرة 42f من قانون خدمات الأطفال والشباب الألماني (Kinder- und Jugendhilfegesetz) على كيفية التعامل مع تقييم العمر:
· من بين أمور أخرى، يجب أن يكون المهاجرون الشباب “على علم تام بطريقة الفحص والعواقب المحتملة لتحديد السن” قبل إجراء الفحص الطبي. ويتطلب مثل هذا الفحص أيضًا موافقتهم، والتي يجب توثيقها بطريقة مفهومة.
· علاوة على ذلك، لديهم الحق في المشاركة في جميع القرارات ذات الصلة بتقييم العمر؛ وينص القانون الألماني أيضًا على أن ذلك يشمل استشارتهم بشأن حقوقهم “بلغة مفهومة وبدعم من المترجمين الفوريين”، كما يحق لهم أيضًا طلب إبلاغ شخص يثقون به وكذلك طلب إجراء فحص طبي في حالات الشك.
· إذا قرر مكتب رعاية الشباب أن المهاجر الشاب أصبح بالغًا بالفعل، فيمكن للمهاجر المعني استئناف القرار خلال شهر واحد. بينما يتوجب عليهم تقديم طلب حتى يتمكنوا من البقاء في رعاية خدمات رعاية الشباب أثناء إجراءات الاستئناف.
· ووفقاً لـBumf فإن الوثائق المفقودة التي يمكن أن تثبت عمر المهاجر الشاب يجب ألا تؤدي إلى الإضرار بالشاب او الشابة. وبدلاً من ذلك، فإن “الكشف عن الذات” له أهمية أساسية ولا يجوز الشك فيه إلا في حالات استثنائية ومبررة.
· بنظرBumf فإن تقييمات العمر في البلدان الأخرى أو البلديات الأخرى داخل ألمانيا أو حتى السلطات الأخرى، مثل مكتب الأجانب أو الشرطة، ليست ملزمة لمكتب رعاية الشباب المسؤول محليًا.
· التناقضات أثناء الفحص المؤهل لا تبرر الاستنتاج بأن العمر غير صحيح، بحسب Bumf.
المصادر:
– وكالة الاتحاد الأوروبي لشؤون اللجوء (EUAA) من “كتيب تقييم عمر الأطفال” متوفر بخمس لغات “لإعلام الشباب الذين يصلون إلى أوروبا والذين قد يتعين عليهم المشاركة في تقييم العمر”.
– “المبادئ التوجيهية الخاصة بسياسات وإجراءات التعامل مع الأطفال غير المصحوبين الذين يطلبون اللجوء” الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 1997 تقدم نظرة عامة على الاعتبارات عندما يكون تقييم العمر ضروريًا (صفحة 8). ومن بين أمور أخرى، توصي المفوضية بإعطاء “الأفضلية للحكم بانه قاصر بحالة الشك إذا كان العمر الدقيق غير مؤكد”.