كشفت ألمانيا “حملة تضليل واسعة النطاق مؤيدة لروسيا” باستخدام الآلاف من الحسابات المزيفة على موقع “إكس” (تويتر سابقًا) تهدف إلى إثارة الغضب بشأن دعمها لأوكرانيا، بحسب ما ذكرت مجلة دير شبيغل اليوم الجمعة (26 كانون الثاني/يناير 2024).
وقالت دير شبيغل إن خبراءً قامت وزارة الخارجية الألمانية بتكليفهم، استخدموا برنامجا مخصصا لمراقبة الرسائل المنشورة على موقع “إكس” بين 20 كانون الأول/ ديسمبر 2023 حتى 20 كانون الثاني/ يناير 2024. وعثروا على أكثر من 50 ألف حساب مزيف لمستخدمين قاموا بنشر أكثر من مليون رسالة باللغة الألمانية على “إكس”.
ومن بين المواضيع التي تكررت في هذه الرسائل، اتهام حكومة المستشار أولاف شولتس بإهمال مواطنيه لمساعدة أوكرانيا في حربها ضد روسيا، بحسب شبيغل التي تقول إنها اعتمدت على مقتطفات من التحقيق.
ويقدر خبراء أن ما عثر عليه يندرج في إطار “عملية دوبلغانغر” (الشبيه) التي أطلقت مطلع العام 2022 والمنسوبة لروسيا لنشر مواقف داعمة لموسكو خصوصًا في ما يتعلّق بأوكرانيا. وأشارت شبيغل الى أن هذه الحسابات تشير في بعض الأحيان إلى أخبار مزيفة على مواقع إلكترونية صممت لتشبه تلك التابعة لمؤسسات إعلامية حقيقية.
“علينا أن نواجه أكاذيب روسيا”
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إن “حملة الأكاذيب التي تم الكشف عنها الآن” تظهر “مدى التضليل الروسي في ألمانيا”، وأضافت: “نعلم أن جهاز بوتين الدعائي ينشر معلومات مضللة منذ سنوات لتقويض الثقة في ديمقراطيتنا، وإثارة الغضب والتلاعب بالرأي العام”.
وقالت فيزر إن “الأكاذيب الروسية” بشأن الحرب ضد أوكرانيا “تسخر من ضحايا هذه الحرب الإجرامية التي تتحمل روسيا وحدها المسؤولية عنها”. وتابعت أن هذه “الأكاذيب” منتشرة بشكل خاص في الدوائر القريبة من روسيا، وشددت بالقول: “علينا أن نواجه هذا بشكل أكثر وضوحًا بالحقائق ونكشف المعلومات المضللة.”
ودعت فيزر الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات ضد حملات التضليل الروسية. وقالت لصحيفة “هاندلسبلات”: “ما يتيحه قانون الخدمات الرقمية يجب أن يتم تنفيذه من قبل مفوضية الاتحاد الأوروبي”. وتلزم اللوائح الأوروبية، التي دخلت حيز التنفيذ في آب/أغسطس 2023، شركات الإنترنت الكبرى، من بين أمور أخرى، باتخاذ إجراءات ضد المعلومات المضللة على منصاتها.
“عامل تهديد عالمي”
من جهتها أكدت متحدثة باسم الخارجية الألمانية أن المعلومات المضللة “أصبحت عامل تهديد عالمي” يهدف إلى زعزعة استقرار المجتمعات الغربية بما في ذلك في ألمانيا. ويأتي الكشف عن ذلك مع تزايد القلق بشأن مخاطر المعلومات المضللة المتطورة بشكل متزايد في عام 2024، وهو عام انتخابي هام لنحو نصف الكوكب. ومن المقرر إجراء ثلاثة انتخابات إقليمية مهمة في أيلول/سبتمبر شرق ألمانيا، ويتصدر حزب “البديل من أجل ألمانيا” استطلاعات الرأي بنسبة تزيد عن 30 بالمائة.
واعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء أن سنة 2024 التي تتخللها انتخابات تعني حوالي نصف سكان العالم هي “سنة حاسمة” في مكافحة التضليل الإعلامي.
وقال بوريل متحدثًا إلى الصحفيين إن التضليل الإعلامي “من التهديدات الكبرى” التي تواجهها الديمقراطيات. كما حذّر المنتدى الاقتصادي العالمي من أن المعلومات المضللة المنشورة عمدًا أو عن غير قصد باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن أن “تقوض شرعية الحكومات المنتخبة حديثًا”.
م.ع.ح/ع.ج (د ب أ، أ ف ب)