قصف واشتباكات عبر غزة.. ونزوح حوالي 360 ألف شخص من رفح
في خضم الحرب التي بدأتها إسرائيل ردا على الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس في جنوبها في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أحيا الإسرائيليون ذكرى الجنود الذين قضوا أثناء خدمتهم وضحايا الهجمات على إسرائيل قبل إحياء الذكرى الـ76 لقيامها.
وفي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء (14 مايو/أيار 2024)، أفاد شهود ومراسلون في وكالة فرانس برس بتنفيذ القوات الإسرائيلية غارات جوية على مناطق مختلفة من غزة، فيما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني سقوط ثمانية قتلى على الأقل في قصف استهدف مبنى في مخيم النصيرات (وسط). وارتفعت حصيلة القتلى إلى ما لا يقل عن 35173 فلسطينيا وإصابة 79061 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، التابعة لحماس. وذكرت الوزارة في بيان أن 82 فلسطينيا قتلوا وأصيب 234 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
كما حذرت الوزارة من انهيار المنظومة الصحية في ظلّ تقييد إسرائيل دخول المساعدات، وقالت: “ساعات قليلة تفصلنا عن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة نتيجة عدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف ونقل الموظفين”. وحُظر دخول المساعدات إلى غزة بشكل شبه كامل، وفقا للأمم المتحدة، منذ أغلقت إسرائيل معبر رفح في 7 مايو/أيار.
واستهدفت غارات جوية رفح في جنوب القطاع المكتظة بنحو 1.4 مليون فلسطيني كان معظمهم لجأ إلى هذه المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر هربا من القصف والقتال في الأشهر الأخيرة. واستمرت حركة نزوح كثيفة من رفح سيرا أو بمركبات وعلى دراجات أو في عربات تجرّها الدواب، بعد التهديدات الإسرائيلية بشن عملية كبيرة فيها.
وفي 7 أيار/مايو، توغل الجيش الإسرائيلي بدباباته في رفح وسيطر على الجانب الفلسطيني من معبرها. كذلك، أصدرت أوامر إخلاء للمدنيين الذين نزح نحو 360 ألفا منهم وفقا للأمم المتحدة. وكتبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) على منصة التواصل الاجتماعي إكس: “لا يوجد مكان نذهب إليه. لا يوجد أمان بدون وقف إطلاق النار”.
وينظر إلى رفح، المكتظة أصلا بالنازحين داخليا، على أنها آخر معقل لحركة حماس الفلسطينية. وأضاف بيان الأونروا أنه في شمال غزة، تسبب القصف وأوامر الإخلاء الإضافية بمزيد من النزوح و”الخوف لآلاف الأسر”.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالقضاء على حماس – المجموعة المسلحة الفلسطينية الإسلاموية التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية – والتي تتولى السلطة في غزة منذ عام 2007. ومن أجل تحقيق ذلك، يقول نتانياهو إن هجوم رفح ضروري إذ يعتبرها آخر معقل كبير لحركة المقاومة، وذلك رغم معارضة واشنطن ومخاوف المجتمع الدولي بشأن السكان المدنيين.
معارضة أمريكية مستمرة للهجوم الواسع على رفح
وتعارض الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، هجوما واسع النطاق في رفح، حتى أن مسؤولين أميركيين شكّكوا في الأيام الأخيرة في إمكان القضاء على الحركة بالكامل.
ويوم الاثنين، تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن الوضع في قطاع غزة. وبحسب مكتب غالانت، ناقش الوزير الإسرائيلي في المكالمة الهاتفية “التطورات في غزة، بما في ذلك عمليات (الجيش الإسرائيلي) عبر القطاع في مواجهة بؤر الإرهاب، والعملية الدقيقة في منطقة رفح ضد الكتائب المتبقية من حماس، مع تأمين معبر (رفح الحدودي).” وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة لا تزال تعارض عملية برية إسرائيلية كبيرة في رفح، “حيث لجأ أكثر من مليون شخص”، وفقا لما قاله متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان “نحن نواصل العمل مع إسرائيل لإيجاد طريقة أفضل لضمان هزيمة حماس في كل أنحاء غزة، بما فيها رفح” بدلا من “رؤية إسرائيل تنزلق في حملة مكافحة تمرد لا نهاية لها”.
ويحتدم القتال منذ أيام في جباليا ومدينة غزة (شمال)، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إن حماس “تحاول إعادة بناء قدراتها العسكرية”. وهناك أيضا دفعت أوامر إخلاء أصدرها الجيش للفلسطينيين إلى النزوح في وقت تقول الأمم المتحدة إن “لا مكان آمنا في قطاع غزة”.
من جهته، قال نائب الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن أحد أفراد أجهزة الأمن التابعة للأمم المتحدة قُتل في هجوم استهدف سيارته في رفح الاثنين، موضحا أنه أول موظف دولي تابع للمنظمة يُقتل في غزة منذ اندلاع الحرب.
ف.ي/ح.ز (د ب ا، رويترز، ا ف ب)